من أهمية الديوان أنه تحقق له ما يمكن أن يسمى « وحدة الموضوع » حيث دارت قصائده كلها حول محنة الغزو العراقي للكويت ، إلى جانب أن معظمها نظم في فترة الاحتلال وتحت وطأته، فجاء شاهد صدق على المأساة ، مصوراً لموقف أهل الكويت أصحاب الوطن والأرض منها، وكان بما سجل وصور وبما تحقق له من صدق التجربة وحرارتها وشاعرية صاحبته نموذجا قويا لشعر المقاومة الكويتية.
والبحث قراءة في هذا الديوان تستكشف أبعاد التجربة، وتقف على ملامح التفرد والمقومات الفنية وجماليات الإبداع .
وقد قدم لهذه القراءة بأمرين :
أ - تمهيد عن « أدب المقاومة » بين علاقة الأدب الوثيقة بالمقاومة، وأشار إلى قدم شعر المقاومة وشيوعه في أدبنا العربي وفي الآداب العالمية، وإلى كثرة ما فجر غزو العراق الكويت منه.
ب - وقفة مع الشاعرة في عالمها النفسي والشعري في محاولة لرسم صورة لهذين العالمين في ضوء ما كتبت عن سيرة حياتها وما أنتجت من شعر.
أما قراءة الديوان فقد تمت بحسب المنهج الداخلي الذي يعول على النص، ويراه كياناً قائماً بذاته، يأخذ قيمته من معطياته الخاصة رؤية وإبداعاً. واقتضت الدراسة وقفة متأنية مع عنصري التجربة الشعرية في الديوان :
1 - الموقف والرؤية : حيث تم استكشاف أبعاد التجربة وقد جاءت مستوعبة كل ما تفرزه تجربة مثلها، كما تميزت بتنوع المضامين، وذاتية التجارب، والتوازن الفكري والشعري.
2 - الفن والإبداع : حيث قدم البحث دراسة وافية لعناصر التشكيل الإبداعي : اللغة، التصوير، والموسيقا، ووحدة القصيدة، وقوالب البناء. مسجلاً أهم الملامح الفنية التي اتسمت بها هذه العناصر وقيمتها في التجربة الشعرية.