الأعداد السابقة
المجلد :19 العدد : 129 1998
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
تقويض الحداثه : دراسة في تناص الأوديسة مع رواية البحر ، البحر لآيرس مردوخ
المؤلف : زهرة أحمد علي
تتضمن روايات الأديبة الإنجليزية المعاصرة آيرس مردوخ هجوماً على الأدب الحداثي ومقولاته، ومحور نشاطها الروائي هو كيفية استحضار نظرة جمالية أخلاقية تحرر فن الرواية من هيمنة النظريات الحداثية التي تنظر إليه ككيان جمالي أو لغوي بحت. من هذا المنطلق، تؤكد مردوخ في أطروحاتها الفلسفية وفي روايتها مفاهيم مثل « الميتافيزيقيا »، « الجليل أو المتعالي »،
« الخير »، « الحب». وهي دائماً تحيك الخطاب الفلسفي لكل من أفلاطون وإيمانويل كانط بنسيج خطابها الروائي.
تعتبر رواية البحر، البحر، وهي الحائزة على جائزة بوكر للأدب في بريطانيا عام 1978، أحد منجزاتها العظيمة، وأكثر أوجهها المثيرة للإعجاب هي الكيفية التي توظف بها مردوخ تكنيك تناص أوديسة وهو مر مع خطاب البحر، البحر لتنتقد تيار الحداثة في الأدب، ولتربط بين مشروعين هما : المشروع الفلسفي لتجديد الميتافيزيقيا أو الانطولوجيا بوصفه منبعاً للرؤى الأخلاقية ، المشروع الجمالي الذي يعيد الحواريـة ( الديالوجزم )، أي صوت الآخر وصورته، لخطاب الشخصية الرئيسية ووعيها، وهي شخصية السيد تشارلز أروبي، وهو فنان حداثي والسارد الوحيد في الرواية.
يحلل هذا البحث، تناص ملحمة الأوديسة وتشكيله للخطاب السردي لرواية البحر، البحر، وتأثيره في رسم الشخصيات وتحديده للرمزية والتميات في الرواية. ويذهب البحث إلى أن تأثيرات التناص معقدة لأنها تتحرك على محورين متعاكسين، المحور الأول يوطد ذاتية وأنانية خطاب تشارلز أوربي، أما المحور الثاني فيقوض هذه الذاتية، ويعلم أوربي الحوارية. ويستكشف البحث كذلك تداعيات التناص ونتائجه الفلسفية والجمالية على الخطاب السردي لأكثر روايات مردوخ شهرة.