الأعداد السابقة

        تحاول هذه الدراسة ان تسد ثغرة مهمة في فهم عوامل التطور والتغير في نظام التدرج الطبقي الاجتماعي في الأقطار العربية في المشرق العربي . ولهذا فهي تستعرض الملامح الرئيسية لما كتب حول هذا الموضوع ، ثم تدرس وتحلل نشأة نظام التدرج الطبقي وتطوراته في ضوء مفهومين أساسيين هما « تقسيم العمل» و «الحراك البنيوي»، وعلى أساس منهجي يقوم على « مبدأ التقسيم إلى فترات تاريخية».

ولذلك، وعلى أساس الفكرة القائلة بالاستمرارية الحضارية والفكرة الأخرى القائلة بالتغيرات البنيوية، تقوم هذه الدراسة بتجديد ودراسة ثلاث فترات تاريخية رئيسية في تطور نظام التدرج الطبقي في أقطار المشرق العربي :

أولاً : الفترة الكلاسيكية : وتغطي ظهور الامبراطورية الإسلامية، وتكاملها ثم تجزؤها وانهيارها.

ثانياً: الفترة الوسطى : وتبدأ بقيام الامبراطورية العثمانية وتنتهي في منتصف القرن التاسع عشر.

ثالثاً: الفترة الحديثة : وتبدأ بتسرب الاستعمار الأوروبي إلى البلدان العربية وتغلغله فيها، وتستمر حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وتقرر هذه الدراسة أن نظام التدرج الطبقي الاجتماعي في كل من هذه الفترات يمكن اعتباره وحدة صالحة للمقارنة مع غيرها. وبهذا تبين خطأ أطروحة « الركود الاجتماعي» التي تزعم أن المجتمعات الآسيوية ليس لها تاريخ.

هذا وتقوم الدراسة بوصف الطبقات والشرائح الاجتماعية وتحليلها في كل من الفترات الثلاث : نشأتها، ودورها ووظيفتها وبنيتها والعناصر التي تدخل في تكوينها ومصدر هذه العناصر - وبهذا تكشف عن التطورات التي تمت في نظام التدرج الطبقي الاجتماعي والعوامل التي أدت إلى هذه التطورات، وتلقي بهذا كله ضوءاً على نظام التدرج الطبقي الاجتماعي المعاصر في البلدان العربية في المشرق العربي.