يتناول هذا البحث مفهوم الأسطورة وأقسامها وعلاقتها بالأدب ، حيث إنه ما من مذهب أدبي – بدءاً بالكلاسيكية وانتهاء بالواقعية السحرية – إلا وقد وظف الأسطورة بطريقة ما في تشكيل النص الأدبي ، حيث تعد الأسطورة أحد روافد الإبداع الأدبي خاصة في مجال الإبداع الروائي ؛ إذ إن الأسطورة كانت مرتبطة منذ نشأتها بالحكي والقص.
وقد درست في هذا البحث أربع روايات لأربعة كتّاب ينتمون إلى اتجاهات أدبية مختلفة ، ويوظف كل منهم الأسطورة على نحو خاص ، وهذه الروايات هي :
( حضرة المحترم ) لنجيب محفوظ ، و ( فساد الأمكنة ) لصبري موسى ، و( الدمية ) لإبراهيم الكوني ، و( الزويل ) لجمال الغيطاني.
وقد حرص هؤلاء الكتاب على إضفاء الطبيعة الأسطورية على أحداث رواياتهم من خلال الآتي :
1- أسطرة اللغة : إذ استخدموا لغة فوق واقعية ، أسهمت هذه اللغة بوضوح في إضفاء الطابع الأسطوري على الرواية.
2- أسطرة المكان : حيث نراهم يرسمون المكان بشكل عجائبي يبعده عن الانتماء إلى المكان الواقعي بدلالاته الضيّقة ، ويضعه في إطار رمزي إشاري واضح ، مما أضفى عليه أبعاداً أسطورية واضحة.
3- أسطرة الشخصيات : إذ انوجدت الشخصيات الروائية ورسمت ملامحها في القص بصورة أسطورية ، وتحولت من واقع مادي ملموس إلى عالم من الرموز والإشارات وأصبحت – في معظمها – شخصيات ذات دلالات كونية عامة.