الأعداد السابقة
المجلد :29 العدد : 294 2009
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
يوم السقيفة و بيعة ابي بكر الصديق دراسة تحليلية مقارنة لروايات يوم السقيفة
المؤلف : محمد بن فارس الجميل
توفي الرسول صلي الله عليه و سلم في المدينة في شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة ومن ثم فقد انقسم المجتمع في المدينة إلى قسمين؛ القسم الأول وهم الخزرج وبعض الأوس من الأنصار حيث اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة لولاية الأمر وفي المقابل فقد انحاز المهاجرون إلى أبي بكر ثم كان اجتماع الفريقين في سقيفة بني ساعدة وأسفر الاجتماع عن البيعة لأبي بكر في اليوم نفسه الذي لحق فيه الرسول e بالرفيق الأعلى.
إن المصادر التاريخية تقدم مجموعتين من الروايات التي تناولت أحداث ذلك اليوم. فالمجموعة الأولى منها في غايةالاختصار وتصور الاجتماع على أنه تم في سهولة ويسر وأن الأنصار لم يختلفوا مع إخوانهم المهاجرين بل إنهم وافقوا على البيعة لأبي بكر دون تردد يذكر. أما المجموعة الثانية من الروايات فإنها تتسم بتفاصيلها الكثيرة وتشعب أحداثها وهي في الوقت ذاته تقدم للقارئ صورة مغايرة للمجموعة الأولى إذ أنها تؤكد بصورة لا لبس فيها بأن اجتماع السقيفة كان عاصفاً وطال فيه الجدل والحوار بين الفريقين حتى أن الأنصار هددوا إخوانهم المهاجرين بإجلائهم عن المدينة ولذلك فإن بيعة أبي بكر لم تتم بالسهولة التي تقدمها لنا المجموعة الأولى من الروايات.
لذلك فإن هذه الدراسة تهدف إلى مقارنة هذه الروايات بعضها ببعض وتلمس أوجه الشبه والاختلاف بينها ومن ثم محاولة رسم صورة تقريبية لما حدث في اجتماع السقيفة وما أسفر عنه من بيعة أبي بكر.