الأعداد السابقة
المجلد :33 العدد : 360 2012
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
تأثيرالمتغيرات السياسية على البناءالفكري وسياسات منظمةالتحريرالفلسطينية من1968-1974
المؤلف : أ. د.أسامة محمد أبو نحل/ د. مخيمر سعود أبو سعدة /أ. ماهر إبراهيم عبدالواحد
لم يكن اختيار الباحثين لعنوان الدراسة عشوائياً؛ وإنما اُختير بدقة وعناية، وبعد فِكرِ وتمحيصٍ دقيقين، وذلك بسبب سرعة تبن¹ي قيادات منظمة التحرير الفلسطينية لحلولٍ سياسية خاصة
بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولم يكن قد مضى على إجبار مؤسسها أحمد الشقيري على التنحي سوى أيام فقط؛ ويبدو أنه كان لهزيمة عام 1967دويٌ كبير في المنطقة العربية، أدى إلى تغييرات دراماتيكية في الموقف العربي، تجاه إعطاء صلاحيات أوسع لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ الأمر الذي دفع الفصائل الفلسطينية العسكرية إلى الاندماج في صفوف المنظمةـ
لكن الأمور بعد حرب 1967 وبعد عهد الشقيري تغيرت، وبدأ الصبر العسكري لمنظمة التحرير ينفد بل ويتبدل؛ ووصلت إلى مرحلة عدم قدرة المنظمة على تحرير كل أرض فلسطين عسكريا،
تحت واقع المتغيرات الإقليمية المتسارعة، على الرغم من العمليات الفدائية النوعية والجريئة التي قامت بها بعض الفصائل الفلسطينية، كحركة التحرير الوطني الفلسطيني کفتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومنذ ذلك التاريخ كانت منظمة التحرير ممثلة برئيسها الجديد يحيى حمودة، وبحركة فتح أكبر الفصائل المسلحة وقتذاك؛ قد طرحا مشروعاً -نستطيع أن نسميه بلغة ساسة العرب اليوم بالخلاق وهو إقامة دولة ديمقراطية علمانية على أرض فلسطين، فبدأت تلك المنظمة مبكراً بالبحث عن حلولٍ سياسية لحل الصراع العربي الإسرائيلي؛ بغرض حصول منظمة التحرير على تعاطف دولي تجاه القضية التي تقاتل من أجلها؛ وإن لم يكن الكل الفلسطيني قد وافق على تبني هذا المشروع ولم يمضِِ كثير حتى بدأ البعض من فصائل المنظمة، يبحث هنا وهناك عن حلٍ آخر، بعدما فشل الحل الأول والمتمثل بالدولة الديمقراطية، وتمثل الحل الأخير في منتصف العام 1974 بالبرنامج المرحلي أو ما أُطلق عليه برنامج النقاط العشرة، والمتمث¹ل بإقامة سلطة وطنية فلسطينية على أي أرض ينسحب منها الاحتلال الإسرائيلي
ولم تُقرْ الأنظمة الرسمية العربية لمنظمة التحرير بإنفراد تمثيل الشعب الفلسطيني في العام نفسه، لولا موافقة المنظمة على البرنامج المرحلي للتسوية السلمية، وما كان بمقدور ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير في العام نفسه أيضاً التوجه إلى الأمم المتحدة والتحد¹ث من على منبرها؛ لطرح قضية شعبه دون أن يكون ثمة رابط بين هذا الحدث وما قبله