د. محمد خازر المجالي
يوجد في القرآن بعض كلمات اتفق رسمها ولكن اختلفت حروفها ومعانيها من قراءة لأخرى مما غير جذر الكلمة وأثرى معناها .
بالرغم من الاختلاف بين هذه الكلمات إلا أنه اختلاف تنوع وإثراء لا اختلاف تضاد وتعارض .
يرجع الاختلاف في هذه الكلمات إلى اختلاف القراءات المتواترة فيها واختلاف القراءات ناتج عن وجود أكثر من وجه لقراءتها وهذه الوجوه هي التي عناها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله أن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف .
هناك إحدى عشرة كلمة مما يمكن إدراجه تحت هذا الشرط جاءت في أربع عشرة آية وهذه الكلمات هي : كبير ، ننشزها ، فتبينوا ، يقص ، بشراً ، يسيركم ، تبلو ، لنبوئنهم ، كبيراً ، عباد ، يضنين .
كل قراءة لهذه الكلمات أعطت معنى ملائماً للسياق وما ترشد إليه الآية، فكان وجود هذه القراءات لهذه الكلمات غاية في الروعة والإعجاز وذلك أن اختلاف القراءة نوع في المعنى وكشف عن إعجاز النص القرآني .
بينت الدراسة أن قراء المصر الواحد اختلفوا في قراءة هذه الكلمات وليس ذلك بغريب إذ أن المعمول عليه هو السماع ورسم المصحف أما الرسم فهو واحد في المصر الواحد وأما السماع فمن الطبيعي أن يكون عند قراء المصر الواحد أكثر من وجه بناء على السماع من شيوخهم بل أن من الطبيعي أن يكون عند القارىء نفسه أكثر من وجه للقراء بدليل اختلاف راوييه عنه أحياناً .
تبين هذه الكلمات وغيرها مدى الدقة التي وفق إليها الصحابة الكرام في كتابة المصاحف زمن عثمان رضى الله عنه وذلك أنهم رسموا الكلمة بحيث تقبل وجوه القراءات الأخرى المتواترة الواردة فيها فإن أمكن رسمها كذلك فبها وإلا فإنهم خصوا بعض المصاحف برسم والمصاحف الأخرى برسم وهذا الذي يوضح سبب اختلاف مصاحف الأمصار في رسم نحو من ست وثلاثين كلمة .
بينت الدراسة أن بعض الكلمات التي قد يظن بأنها من المترادف قد اختلف معناها وهذا يعزز القول ... بأن لا ترادف حقيقيا بين الكلمات العربية فما دامت مختلفة في جذورها فلا بد أن يكون هناك اختلاف في المعنى ولو كان بسيطاً .