الأعداد السابقة
المجلد :17 العدد : 50 2002
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
شرائط الاجتهاد بين النظرية والتطبيق المعاصر
المؤلف : د. عبد المعز عبد العزيز حريز
شرائط الاجتهاد بين النظرية والتطبيق المعاصر
د. عبد المعز عبد العزيز حريز
إن معنى الاجتهاد الاصطلاحي ينبني على المعنى اللغوي للاجتهاد من جهة بذل ما في الوسع مما فيه كلفة ومشقة من الأعمال .
إن الاجتهاد بمعناه الاصطلاحي يعتمد على ملكة فقهية واستفراغ للوسع من المجتهد بهدف الوصول إلى الأحكام الشرعية العملية .
مكانة المجتهد في شريعتنا من أرفع المقامات إذ هو قائم مقام النبي صلى الله عليه وسلم في بيان الأحكام للناس فكان لزاماً أن يكون على هيئة مميزة في العلوم والسلوك .
إن تقسيم المجتهدين إلى مراتب هو نتاج اجتهاد قام به العلماء نتيجة دراسة استقرائية لدور العلماء الاجتهادي ومكانتهم العلمية .
مراتب الاجتهاد الثلاث : المرتبة الأولى : المستقل والثانية المطلق المنتسب والثالثة المخرج .
وهذه المراتب الثلاث هي التي ينطبق على عملها وصف الاجتهاد وأما بقية المراتب فلم يكن لها أي دور اجتهادي وإن إطلاق الاجتهاد عليها من باب التجاوز .
تجزؤ الاجتهاد معناه أن الاجتهاد يقع في أبواب معينة أو في مسائل محددة فهو اجتهاد خاص ولأجل تعلقه بأجزاء معينه من الفقه سمي الاجتهاد الجزئي وسمي المجتهد مجتهداً جزئياً .
إن القول بوقوع التجزؤ وإمكانه هو قول جمهور العلماء على اختلاق بينهم في التفصيل فمنهم من أجازه مطلقاً ومنهم من جعله في باب المواريث خاصة والرأي الراجح هو وقوعه في أي باب من أبواب الفقه .
صورة التجزؤ العلمية هي أن الاجتهاد يحتاج إلى ثلاثة أمور .
1. شروط عامة تؤهل المجتهد للنظر في كل دليل وهذه غير قابلة للتجزؤ .
2. أدلة الباب المعين وهذه قابلة للتجزؤ بمعنى أن يكون الشخص عالما بأدلة باب معين دون غيره من الأبوب أو أن يكون عالماً بأدلة كل الأبواب
3. ملكة فقهية متعلقة بكل باب من أبواب الفقه وهذه الملكة قابلة للتجزؤ بمعنى أن يكون الشخص قد حصل الملكة الفقهية المتعلقة بباب معين دون غيره أو المتعلقة بل الأبواب والسبب أن هذه الملكة تنشأ – تدريجياً – من كثرة النظر وتكراره في الباب الواحد أو في كل الأبواب .
إن الاجتهاد لم نقطع مع كل الدعاوي التي ظهرت لمنه الاجتهاد وكانت عامة صور الاجتهاد بعد تدوين المذاهب ضمن الاجتهاد المنتسب لمذهب أو لإمام معين .