الأعداد السابقة
المجلد :8 العدد : 20 1993
أضف إلى عربة التسوق
تنزيل
القرآن وحاجة الإنسانية إليه
المؤلف : د. عبد العزيز صقر
القرآن وحاجة الإنسانية إليه
د. عبد العزيز صقر
القرآن الكريم : هو الكتاب الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وهو المعجزة الخالدة التي تحدى الله به العرب فعجزوا ، وتحدى به الإنس والجن فعجزوا ، وما زال الإعجاز باقياً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وهو الكتاب الوحيد من بين سائر كتب الله الذي تكفل الله بحفظه .
وقد أنزله الله والعرب بل العالم كله في أشد الحاجة إليه فأتاهم بالعقيدة الحقة بعد أن كانوا منها في أمر مريج ، والشريعة الصحيحة بعدما تفرقت بهم الطرق ، وتقطعت بينهم الأسباب ، وأتاهم بالنظم الصالحة لبناء أمة قادرة على أن تسهم في بعث العالم ونهضته ووحدته ، والأخلاق الفاضلة بعد أن سادت في المجتمع الجاهلي
– بل في المجتمع الإنساني بصفة عامة – الرذائل والمنكرات : من ضلال في العقيدة ، وفوضى في التشريع ، وفساد في الأخلاق ، فأحدث في العالم ثورة وانقلاباً لم يشهد لهما التاريخ مثيلاً من قبل ، ثورة في التفكير ، ثورة في الأخلاق ، ثورة في الحضارة ، ثورة في المدنية ، ثورة إصلاحية شاملة لكل مرافق الحياة الإنسانية ، في كل بقعة من بقاع الأرض التي استظلت بظل الإسلام ، كما قدم للإنسانية نموذجاً رائعاً للإنسان المتكامل في عقيدته وسلوكه وأخلاقه ، فأقبل عليه الناس من جميع البقاع ومن كل الأجناس وربط القرآن بينهم برباط العقيدة وألف بين قلوبهم حتى أصبحوا بنعمة الله إخوانا متحابين ، وكانوا بذلك خير أمة أخرجت للناس ، قادت العالم وعلمت البشرية قروناً طويلة .
ولا يكون المسلم مسلماً حقاً إلا إذا آمن بذلك كله ، آمن بأنه على خير دين ، وأنه أوتي خير كتاب إلهي ، وأن أمته خير أمة أخرجت للناس ، وأن حضارته صلحت بها الإنسانية قروناً طويلة ، ولا تزال صالحة لقيادة العالم إلى يومنا هذا ، وهو الكتاب الوحيد الذي يستطيع أن ينقذ العالم من الحيرة والضلال ، والتخبط والاضطراب ، لأنه يعترف لكل ذي حق بحقه ، ولكل صاحب دين بدينه ، من غير تجاوز أو اعتداء .
ولن يعود للمسلمين عزهم ومجدهم إلا إذا عادوا من جديد إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم عند ذلك - فقط - يتحقق لهم ما ينشدونه من التقدم والحضارة ، والرقي والأمن والسلام ، ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى القرآن ، ففيه وحده الشفاء من كل الأدواء التي تعاني منها الإنسانية اليوم .
[[ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصكم به لعلكم تتقون ]] .